الكاجو يُعرف الكاجو (بالإنجليزية: Cashew) بأسماءٍ عدّة، مثل: الكاشو، أو البلاذر الغربي، أو حبّ الفهم، واسمه العلمي Anacardium occidentale، ويعود موطنه الأصلي إلى جزر الهند الغربية، وأمريكا الوسطى، والبيرو، والبرازيل، كما أنَّه موجود في العديد من البلدان الاستوائية في أفريقيا وآسيا، ويصل ارتفاع شجرة الكاجو إلى أكثر من تسعة أمتار، وعندما ينضج بشكلٍ جيّد فإنَّه يسقط مع الثمرة المتلصقة به عن شجرة الكاجو، وتُزال القشرة الخارجية خلال عمليات التصنيع للحصول على مُكسّرات الكاجو، وتُعدّ كلٌّ من ثمار الكاجو، وأوراقه، وبذوره، والزيت المستخرج منه جميعاً صالحة للأكل.
فوائد الكاجو
المحتويات
- يعدُّ الكاجو مصدراً جيداً للحديد، وهو عنصرٌ ضروريٌّ لتكوين الهيموغلوبين، الذي يدخل في تكوين خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم،[٨] ومن الجدير بالذكر أنّ الحديد الموجود في المكسرات بما فيها الكاجو هو الحديد اللاهيمي (بالإنجليزية: Non-heme iron) الذي لا يستطيع الجسم امتصاصه بكفاءة عالية مثل الحديد الهيمي، كما أنَّ هناك بعض العوامل التي يُمكن أن تُحسّن من امتصاص الحديد اللاهيمي في الجسم، أو تُثبطه.
- النحاس: يحتوي الكاجو على نسبةٍ عاليةٍ من النحاس الضروريّ للعديد من عمليات الجسم الفسيولوجية، مثل: المساهمة في استخدام الجسم للحديد، والتخلّص من الجذور الحرة (بالإنجليزية: Free radicals)، ونمو العظام والأنسجة الضامة.
- الدهون غير المُشبعة: يعدُّ الكاجو مصدراً غنياً بالدهون الأحادية غير المشبعة، والمتعددة غير المشبعة، التي يمكن أن تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية في الدم، ممّا يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتات الدماغية، والنوبات القلبية.
فوائد الكاجو حسب درجة الفعالية
- التقليل من الأعراض المرافقة لمتلازمة الأيض: (بالإنجليزية: Metabolic syndrome) وهي متلازمة تضم مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، وغيرها من المشاكل الصحية، مثل السكري، والسكتة الدماغية، وقد أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة European Journal of Nutrition عام 2007، وأُجريت على مجموعةٍ من الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة، إلى أنَّ إضافة الجوز والكاجو زاد من قدرة مضادات الأكسدة في النظام الغذائي الصحيّ، إلا أنَّ هذا النظام لم يحسّن مستوى مضادات الأكسدة في الدم عند المصابين بمتلازمة الأيض.
ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه المتلازمة تترافق مع الإصابة بعسر شحميات الدم (بالإنجليزية: Dyslipidemia)، والتي تتمثّل بزيادة مستويات الدهون الثلاثية، وانخفاض مستويات الكوليسترول النافع (بالإنجليزية: HDL)، وتغيير في نوعيّة وكميّة مستويات الكوليسترول الضار في الدم، وقد أشارت دراسة نُشرت في مجلة International journal of endocrinology and metabolism عام 2019، إلى أنَّ الاستهلاك اليومي للكاجو خفّض مستويات الإنسولين، ونسبة الكوليسترول الضار إلى الكوليسترول الجيّد في الدم عند المصابين بالسكري من النوع الثاني، ولكن هناك حاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد هذا التأثير. بينما أشارت دراسة أخرى نُشرت في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition عام 2019، إلى أنَّ تناول حصة ونصف من الكاجو يومياً لم يُغيّر من قيَم ضغط الدم، والدهون، والسكر في الدم بشكلٍ ملحوظ، كما لم يُقلل من عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية.
دراسات أخرى حول فوائد الكاجو
- أشارت دراسة نُشرت في مجلة Neurotoxicity Research عام 2008 أُجريت على الفئران، إلى أنَّ حمض الأناكاردك (بالإنجليزية: Anacardic acids) المستخرج من الكاجو قلّل حدوث التغييرات السلوكية، والإجهاد التأكسدي (بالإنجليزية: Oxidative stress) المرتبطة بمرض باركنسون، لذا قد تمتلك هذه الأحماض تأثيراً مشابهاً على البشر في تقليل خطر حدوث التغيّرات التنكسيّة لمرض باركنسون.
- يُعتَقد أنَّ تناول المكسرات يمكن أن يسبب زيادة الوزن، وذلك لاحتوائها على سعرات حرارية عالية، ولكن ظهر في مراجعة منهجية نُشرت في مجلة Nutrients عام 2017، أنّ تناول المكسرات ومن ضمنها الكاجو لا يحفّز زيادة الوزن، وعلى العكس فإنَّ تناولها يمكن أن يساعد على التحكم بالشهية والشبع، وارتفاع معدل الحرق والأيض.
فوائد الكاجو للحامل
أظهرت دراسة نُشرت في مجلة International Journal of Developmental Neuroscience عام 2017، وأُجريت على الفئران، أنَّ الكاجو يمكن أن يسرع من نمو ردود الفعل البدائية ويحسّن ذاكرة الأجنّة وذلك عندما استهلاكه بالكميات الكافية.
وبشكلٍ عام فإن المكسرات خلال الحمل تساعد على تقليل خطر إصابة الأطفال بالربو، فقد أشارت دراسة أولية نُشرت في مجلة Journal of Allergy and Clinical Immunology عام 2012 إلى وجود ارتباط بين استهلاك الأمهات للفول السوداني أو غيره من المكسرات مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وانخفاض خطرإصابة الأطفال بالربو في عمر 18 شهراً،
ومن الجدير بالذكر أنَّ الكاجو آمن عند تناوله بكميات معتدلة في الطعام بالنسبة للحامل والمرضع، ولكن لا توجد معلومات حول مدى أمانه عند استهلاكه بالكميات الكبيرة كدواء، لذا ينصح بُتناوله بالكميات الطبيعية والمعتدلة والابتعاد عن الكميات الكبيرة خلال هذه الفترة.
أضرار تناول الكاجو
درجة أمان الكاجو يُعدُّ الكاجو غالباً آمناً عند تناوله بالكميات المستخدمة في الطعام، ولكن لا توجد معلومات كافية حول مدى أمانه عند استهلاكه بكميات كبيرة كجرعةٍ دوائية، ومن الجدير بالذكر أنَّ الكاجو غير المحمّص يمكن أن يسبّب تهيج الجلد، والاحمرار، والبثور.
- محاذير استخدام الكاجو توجد محاذير حول استخدام الكاجو لفئات معينة من الأشخاص، والنقاط الآتية توضّح هذه المحاذير: الحمل والرضاعة الطبيعية: كما ذُكِر سابقاً فإنَّ الكاجو يعدّ آمناً عند تناوله بكميات معتدلة في الطعام، ونظراً لعدم وجود معلومات كافية حول مدى أمانه عند تناوله بجرعةٍ دوائية بكميّات كبيرة، فإنَّه يُنصح بتناوله بكميات معتدلة.
- الحساسية من المكسرات أو البكتين: قد يسبب الكاجو الحساسية لدى الأشخاص المصابين بحساسية تجاه البندق، أو الجوز البرازيلي، أو الفستق، أو اللوز، أو الفول السوداني، أو البكتين (بالإنجليزية: Pectin)، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب قبل تناول الكاجو.
- السكري: بيّنت بعض الأدلة العلمية أنّ تناول كميات كبيرة من الكاجو قد يسبب زيادة مستويات السكر في الدم، لذا يُنصح مرضى السكري بمراقبة مستويات سكر الدم عند تناول الكاجو، وقد يحتاجون إلى تعديل جرعات أدوية السكري من قبل الطبيب المختصّ.
- الجراحة: يمكن أن يؤثر الكاجو في مستويات سكر الدم، لذا يوجد قلق حول إمكانية تأثير الكاجو وتداخله مع التحكم بنسبة السكر أثناء العمليات الجراحية وبعدها، لذا يُنصح بالتوقف عن تناول كميات كبيرة من الكاجو قبل أسبوعين على الأقل من موعد الجراحة المقرّر.
- صدمة الحساسية: (بالإنجليزية: Anaphylaxis) أظهرت دراسة في مجلة Archives of disease in childhood عام 2005، وأُجريت على مجموعةٍ من الأطفال المصابين بالحساسية تجاه الفول السوداني أو غيره من المسكرات، أنَّ الحساسية تجاه الكاجو كانت أكثر شيوعاً مقارنةً بحساسية الفول السوداني، وأنَّ الأطفال المصابين بحساسية الكاجو هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بصدمة الحساسية أو ما يسمّى بالحساسية المفرطة.
- مرضى حصى الأكسالات: (بالإنجليزية: Oxalate stones) يُعدّ محتوى الأكسالات معتدلاً في الكاجو مقارنة بالمكسرات الأخرى، ومع ذلك فإنَّ استهلاكه بكميات كبيرة يومياً يمكن أن يؤدي لارتفاع المدخول اليومي من الأكسالات إلى مستوى أعلى من المتوسط بكثير.
أجزاء الكاجو ومنتجاته
ثمرة الكاجو تُسمى ثمرة الكاجو بالـ Cashew apple، والتي تُعدّ أحد المنتجات الثانوية لشجرة الكاجو، وعادةً ما تُحفظ في شراب مركّز في علب زجاجيّة، إذ إنَّ هذا الشراب سريع التلف، ويمكن أن تسبب أنواع مختلفة من الخمائر والفطريات تلفه بعد بقائه يوماً واحداً بدرجة حرارة الغرفة،ويمكن تناول ثمرة الكاجو نيّئة أو مطبوخة، إذ تعدّ مصدراً غنياً بفيتامين أ، وبعض فيتامينات ب، وفيتامين ج، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة، ومجموعة من المعادن. ومن فوائد ثمرة الكاجو أنَّها يمكن أن تُقلّل مستويات الدهون ومقاومة الإنسولين، فقد أشارت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Nutritional Science عام 2015 والتي أُجريت على الفئران التي أُعطيت نظاماً غذائياً مرتفعاً بالدهون، إلى أنّ مستخلص ثمرة الكاجو ساعد على تقليل زيادة الوزن، وتخزين الدهون في الأنسجة الدهنية والكبد بشكلٍ ملحوظ، بالإضافة إلى أنَّه قلل مستويات السكر، والإنسولين في الدم، ومقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin resistance).
قشرة الكاجو
تحتوي قشرة الكاجو على سائلٍ لزجٍ لونه بنيٌّ داكن، وهو أحد المنتجات الثانوية المهمّة لشجرة الكاجو،ومن فوائد هذا السائل أنَّه يُمكن أن يُخفف من القلق، إذ أشارت دراسة على الحيوانات نُشرت في مجلة IUBMB life عام 2018، إلى أنَّ حمض الأناكاردك المستخلص من سائل قشرة الجوز يمتلك نشاطاً مضاداً للقلق، خاصةً عند استخدامه بالجرعات العالية على الفئران، ويمكن أن يعود هذا التأثير لامتلاك هذه الأحماض نشاطاً مضاداً للأكسدة، ومثبطاً للتحلل التأكسدي للدهون، دون أن يُسبّب السميّة الجينيّة (بالإنجليزية: Genotoxicity)، وإرخاء العضلات.
صمغ شجرة الكاجو
بدأ استخدام صمغ الكاجو في الصين منذ عدّة قرون، ويمكن الاستفادة منه في العديد الصناعات المفيدة، ومن فوائده نذكر ما يأتي:
- امتلاك تأثير مضاد للإسهال: أشارت دراسةٌ أُجريت على الحيوانات نُشرت في مجلة Journal of ethnopharmacology عام 2015، إلى إمكانية امتلاك صمغ الكاجو تأثيراً مضاداً للإسهال، وتقليل شدة الإسهال بشكل كبير عند الفئران، ويمكن أن يعود ذلك لقدرته على تثبيط حركة الجهاز الهضمي، وبالتالي تقليل تراكم السوائل المعوية، وتقليل إفراز الماء وأيونات الكلوريد إلى تجويف الأمعاء.
- تقليل خطر حدوث الأضرار في الجهاز الهضمي: أشارت دراسة أُجريت على الفئران ونُشرت في مجلة Drug development research عام 2015، إلى إمكانية امتلاك صمغ الكاجو تأثيراً في تقليل خطر الإصابة بتلف الجهاز الهضمي، ويمكن أن يعود ذلك إلى قدرته على تثبيط الالتهاب، وزيادة كمية المخاط الملتصقة في الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي.