الكثير منا يتسائل عن ماهي الايام البيض وما فضل صيامها وهاذا ما سنتحدث عنه في مقالنا عبر موقعنا المميز بوكسنل الإخباري .
الأيام البيض
المحتويات
هي الأيام الثلاثة من كل شهر هجري وهي “اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر” من كل شهرٍ هجريّْ، وسُميت الأيَّام البيض بهذا الاسم؛ لأنَّ ليالي هذه الأيام تكون بيضاء بسبب وجود القمر من أوَّلها إلى آخرها، وقد اختلف الفقهاء بين استحباب وكراهة صيام هذه الأيَّام فذهب الأحناف والشافعية والحنابلة إلى استحباب صيامها وهو القول الصحيح وخالفهم بذلك المالكية فقالوا بكراهة صيامها مخافة وجوبها، وقد ذهب فقهاء الشافعية إلى القول: إنّه من الأحوط صيام يوم الثاني عشر مع الأيام البيض، خروجاً من خلاف من قال من العلماء أنّه أول ثلاثة أيام، هذا ويستثنى صيام الثالث عشر من شهر ذي الحجة؛ لأنه من أيام التشريق المنهي عن صيامها.
ومما يدل على استحباب وجوبها ما ورد عن أبي ذرّ الغفاري حيث قال: “أمرنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن نصومَ منَ الشَّهرِ ثلاثةَ أيَّامٍ البيضَ: ثلاثَ عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرة”،والمداومة على صيام هذه الأيَّام من المستحبات وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدْومُها و إن قَلَّ”،ولا بأس في عدم المداومة على صيامها لعذرٍ أو لغير عذر.
فضل صيام الأيام البيض
يُستحب للمسلم صيام التطوع، لما في ذلك من فضائل عظيمة فهو وقاية من النَّار وكذلك أمر أجر الصيام متروكٌ لله -عزَّ وجلَّ-حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربِّه: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ”، وفيما يأتي فضل صيام الأيَّام البيض:
- أنَّها تُذهب غلَّ القلب وحقده وكذلك أدرانه، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفلا أخبرُكُم بما يُذهِبُ وحرَ الصَّدرِ؟ قالوا: بلَى! قالَ: صيامُ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ”.
- أنَّها تضبط الشهوة وتعمل على كسرها، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا معشر الشبًاب من استطاع منكم البًاءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بًالصوم فإن الصوم له وجاء”.
- مضاعفة الحسنات حيث أنَّ صيام ثلاثة أيَّام من كل شهر تعدل صيام الدَّهر، ودليل ذلك قول ملحان القيسي: “كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- يأمرُنا أن نصومَ البيضَ ثَلاثَ عشرةَ وأربعَ عشرةَ وخَمسَ عَشرةَ قالَ وقالَ هُنَّ كَهَيئةِ الدَّهرِ”
- أنَّها تعمل على إخراج فضلات الجسم من الرطوبة التي تصيبه في هذه الأيَّام.
أدلة تثبت فضل صيام الايام البيض في السُنّة النبوية
لصيام الأيام البيض فضل عظيم، دلّت عليه نصوص السنة النبوية الشريفة، ومن فضل صيام هذه الأيام ما يلي:
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (…وإن من حَسبِك أن تصومَ من كلِّ شهرٍ ثلاثةَ أيامٍ، فإنّ بكلِّ حسنةٍ عشْرُ أمثالِها، فذلك الدهرُ كلُّه، قال: فشدَّدْتُ فشُدِّدَ عليَّ، فقلتُ: فإني أُطيقُ غيرَ ذلك، قال: (فصُمْ من كلِّ جمُعةٍ ثلاثةَ أيامٍ). قال: فشدَّدْتُ فشُدِّدَ عليَّ، قلتُ: أُطيقُ غيرَ ذلك، قال: (فصُمْ صومَ نبيِّ اللهِ داودَ) قلتُ: وما صومُ نبيِّ اللهِ داودَ؟ قال: (نصفُ الدهرِ)، فإن هذا الحديث يثبت فضل صيام الأيام البيض العظيم؛ فإن من يصم هذه الثلاثة أيام يتضاعف أجره، والحسنة بعشرة أمثالها، فإذا صام المسلم من كل شهر ثلاثة أيام، فكأنّه صام شهراً كاملاً، وبذلك يكون كأنه صام الدهر كله.
- ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه وصَّى المسلم بأن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر من غير تحديد لهذه الأيام، ولكن يُستحب من المسلم أن يكون صيامه أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري، قال قدامة بن ملحان رضي الله عنه: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يأمُرنا بصيامِ أيامِ البِيضِ ثلاثَ عشرَ وأربعَ عشرَ وخمسَ عشرَ قال وقال : هو كهيئةِ الدهرِ) .
أحوال صيام الأيام البِيض
يعتاد البعض صيام الأيّام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كلّ شهرٍ قمريٍّ، إلّا أنّه قد يتعذّر على المسلم في بعض الشُّهور صيامها على وجه التحديد؛ لسببٍ طارىءٍ؛ من سفرٍ، أو مرضٍ، أو ضيقٍ، أو مللٍ، أو ما يُصيب النساء في كلّ شهرٍ من حلول موعد الحيض؛ ولهذا يُترَك صيامها مع الحرص على صيام ثلاثة أيّامٍ أخرى من الشهر نفسه حين ذهاب العُذر؛ لنَيْل الأجر والثواب المُترتِّب على صيامها؛ فقد ورد عن معاذة العدويّة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (قلتُ لعائشةَ: أَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يصومُ من كلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ قالت نعَم قلتُ من أيِّ شَهرٍ كانَ يصومُ قالت ما كانَ يبالي من أيِّ أيَّامِ الشَّهرِ كانَ يصومُ)، فالأجر مُتحصِّلٌ للمسلم إن صام ثلاثة أيّامٍ من الشهر، وإن كان الأفضل في حَقّه صيام الأيّام البِيض، إلّا إن مَنَعه عُذره من ذلك، وإن صامها في أيّ أيّام الشهر؛ فيجوز له صيامها مُتتابعةً أو مُتفرِّقة؛ سواءً في أوّل الشهر، أو أوسطه، أو آخره.