كيف بنى دالتون نموذجه اعتمادا على ما توصل إليه ممن سبقوه بم اتفق معهم وبما اختلف?
في عام 1808، قام عالم الكيمياء الإنجليزي جون دالتون ببناء نموذجه الذري الشهير الذي أثار اهتمام العالم العلمي وأصبح أساساً للعديد من الاكتشافات اللاحقة في مجال الكيمياء. وقد استند دالتون في بناء نموذجه على النتائج التي وصل إليها عدد من العلماء الذين سبقوه، والذين تفق معهم في بعض الجوانب واختلف معهم في جوانب أخرى.
من بين العلماء الذين سبقوا دالتون وتأثروا في تفكيره العالم اليوناني القديم ديموقريطس، الذي اقترح وجود الذرة كأصغر جزء من المادة، والعالم الفرنسي انطوان لافوازييه، الذي اقترح نظرية الغازات التي أثرت في نظرية دالتون حول تفاعل الذرات في الغازات. بالإضافة إلى العالم الفرنسي جوزيف بريستلي، الذي قدم نظرية العناصر الكيميائية وأثرت في تصور دالتون عن العناصر الكيميائية.
باستناد إلى هذه الأفكار والنظريات التي وصل إليها العلماء السابقون، بنى دالتون نموذجه الذري الشهير الذي اعتمدت عليه الكيمياء الحديثة لعقود طويلة. واستند دالتون في نموذجه إلى فكرة وجود الذرات كأصغر جزء من المادة، وبين أن هذه الذرات تتكون منها جميع المركبات الكيميائية، وأن كل عنصر كيميائي يتكون من نوع معين من الذرات.
وبفضل هذا النموذج الذري الذي بناه دالتون، تمكن العلماء من فهم ماهية التفاعلات الكيميائية وتحليل تركيب المواد الكيميائية وتوسيع مجال البحث العلمي في هذا المجال. ورغم أن بعض الجوانب من نظرية دالتون قد تبين لاحقاً أنها غير دقيقة، إلا أن إسهاماته الكبيرة في مجال الكيمياء لا تزال محل تقدير واحترام من قبل العلماء.
بهذا، يمكن القول أن جون دالتون نجح في بناء نموذجه الذري الشهير بفضل التأثيرات والافكار التي استوحاها من العلماء الذين سبقوه، والذين اتفق معهم في بعض الجوانب واختلف معهم في جوانب أخرى، مما جعل من نظرية دالتون خطوة هامة نحو فهم العالم الكيميائي وتطور العلم في هذا المجال.
