اكتب شرح نص ما نحن الا سجناء هذه الذات؟? نحن الأسرى لهذه الذات: مقالة في التحليل النفسي
إن الحياة هي مجموعة من المعارك التي يجب أن نواجهها يوميًا، وأحيانًا تكون هذه المعارك ضد أنفسنا. فكلنا نعاني من التشويش النفسي والحيرة، والتي تؤثر بشكل كبير على حياتنا اليومية. ولكن لماذا نعاني من هذه المشاعر السلبية؟ وما هي الأسباب التي تجعلنا أسرى لهذه الذات؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة ليست سهلة، فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على مشاعرنا وتفكيرنا. إلا أن أحد أهم هذه العوامل هو الخوف. نعم، الخوف هو عامل جوهري في إنشاء هذه الذات الملتوية التي نعيش بها. فالخوف يضطرنا إلى تشكيل صورة معينة عن أنفسنا وعن العالم الذي نعيش فيه.
ولكن ما هي هذه الصور النمطية الذي يشكلها الخوف؟ إنها على الأغلب تشمل العديد من العقائد والتقاليد والمباهج التي يجب علينا اتباعها، وإلّا فإننا سنواجه العقاب والاستنكار. هذه الصور النمطية تشكل لدينا مجموعة من المتطلبات التي يجب علينا تحقيقها، مما يؤدي إلى إنتاج شعور بالقلق وعدم الثقة في النفس.
إن الخوف يضع حدودًا لعالمنا، ويشكل صورة صارمة ومحددة لمن نحن وماذا نستطيع تحمله وماذا يستطيع الطرف الآخر منا تحمله. وعندما تصبح هذه الصور النمطية الواقع الحالي لدينا، فالنتيجة هي وجود شعور بالأسر، وأننا غير قادرين على الهروب من هذه الحالة.
إن الحرية الحقيقية هي أن نعيش حياتنا دون أن يحدد لنا أي شيء ما نحن أو ماذا نستطيع القيام به. وعندما تختفي هذه الحرية، فإنّنا نصبح أسرى لهذه الذات المتشكلة بفعل الخوف والضغوط. لذا، علينا أن نعمل على تحديث صورتنا عن أنفسنا وإزالة أية حدود أو عقبات تمنعنا من تحقيق الحرية الحقيقية التي نستحقها.
