نص حكاية على الشاطئ المستوى الثالث؟? عيناها تحدق بالأفق البعيد، ترى الأمواج تتلاطم على الشاطئ، وتشعر برياح البحر تهب على وجهها. هي ليست بحاجة لأن تفتح عينيها لتغمرها تلك الأجواء البحرية، فهي تعيشها في كل خلية من جسدها. وكأنها تصنع قصتها الخاصة في ذلك المكان، على الشاطئ.
الكثير من الذكريات تداعب مخيلتها، لم تعد تميز ما هو حقيقي من ما هو مجرد وهم. ترى الأطفال يلعبون بين أمواج البحر وتسمع ضحكاتهم العذبة، كأن السعادة قد احتلت هذا المكان بلا عوائق. ترى الصيادين يرجعون إلى الميناء وهم يحملون ثمار عملهم وتشعر بنفحات الأمل داخلك.
لكن هذا الهدوء الظاهر لا يدوم طويلا، فالحياة عادة ما تعيش ضغوطاتها وهمومها. لن تنكسر، فقد نشأت في عالم حرفي يدرس المشاعر والأحاسيس، ستحارب ولن تتراجع، ستنزع الشك الذي يسكن داخل جميعنا، ستتحدى العالم برواياته وتستنير البحار بعبارات جميلة وصادقة.
على الشاطئ، تم بناء الأحلام والتصميم على مواجهة الصعاب. إنه ليس مكاناً معيناً، بل هو المكان الذي تسمح لأحاسيسك ومشاعرك بالبوح والتعبير في أرجاء الكون. حكاية على الشاطئ ليست مجرد رواية، إنها غالباً ما تكون انعكاساً لحالة القلب وما يعيشه الإنسان فياما يدل الكاتب عليه في موضوعاته.
فهي تعني ليس فقط تاريخ الكاتب، إنما هي دفتر حياته نفسها، إما بأن تكون إنعكاساً لذكرياته، أو شخصيته، أو معاناته، أو مناوراته. إنها حكاية لغة الجمال، لغة المشاعر، لغة الأشياء الصامتة، والتي فيها الرسائل تنطق، وتعيد حسابات، وتروي الحكايات والأمتعة التي يحملها كل شخص.
على الشاطئ، ليس هناك ما يقيد الإبداع، بل هو مكان حيث تمتزج العواطف والأفكار والشخصيات والأحداث في مفردات جمعتها دماء الصالحين، وكتبتها أنامل المتألقين والمحاربين في عالم الأدب. حتى لو انتهى وقت الزيارة، ستبقى الشهادات طوال الحياة، حول ذلك الشاطئ الملائم لإعلان عن كتابته الإبداعية.