رزقي على اللي لاعطى شي مامنه؟? الرزق عند الله هو أمر مقدر ومحتوم، وليس من باب الشعارات الفارغة، بل هو مفهوم يجب فهمه بكل تفاصيله وجوانبه، ومن في هذه النواحي هو “العطاء”.
في الواقع، يعتبر الآدمي وجوده على الأرض هو هبة من الله، ولم يستطع الإنسان صنعه أو خلقه، ولذلك فنحن نتعهد أن يكون وجودنا في الحياة هو سبب لتحقيق ما هو خير وصلاح وفائدة للجميع، ولكن كيف نؤدي هذا الغرض ونتأثر بتعاليم الله في مسيرتنا كل يوم؟
إن الله عز وجل لم يُخلق شيئًا عبثًا، ولكل شيء في الحياة دور وغرض، فأول ما تستوعبه ضميرك هو أن رزقك عند الله وحده، وليس عند الناس، فعليك أن تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار وتترك الضرب في الأحجار الكلامية التي لن يجني منها الفرد أي رزق، بدلاً من ذلك يجب تعلُّم الإثراء للآخرين والعطاء، فإن هذا الذي يسمى “العطاء”، هو بمثابة نعمة من الله للإنسان، فكلما تعاملت مع الآخرين بمثل هذا القبيل من الأفكار، كلما زاد رزقك ورزقهم، وتصفو المشاعر والظروف، ويزيل الأسى.
فإذا نظرنا بعين الأمانة والصدق، فقد لاحظنا أن الله سبحانه وتعالى له خزائن عدد ضخم من التفاصيل والحسنات في كل شيء، ولا يمكن لأحد الحصول عليها إلا إذا تعامل مع الناس بمثل هذه الأفكار المذكورة أعلاه، واعترض على ما يخالف ذلك.
أخيرًا، يجب على الشخص أن يفهم أن رزقه عند الله، وأنه يحصل عليه بعد تفكيره الجاد في كيف يتعامل مع الناس ويتجاهل ما يلقي إليه الآخرون من خطأ وسوء فهم، وأن يترك الأمر وراءه ويتابع حياته ويسعى دائمًا لتحقيق كل ما هو خير وصلاح، فإذا قام الإنسان بذلك، فيجب عليه الابتعاد عن الندم والشكوى وتقبل كل ما أعطيه الله وشكره.
تذكر قاعدة الله يرزق من يشاء بغير حساب، لذا يجب علينا أن نثق برحمة الله ونعلم بأنه أعطانا كثيرًا ولابد أن نعطي أيضًا، فمن أعطى الله سبحانه وتعالى شيئًا سيعود عليه بمضاعف، وسيحصل على الرزق الذي يتفق وخطته لحياته.