خلال كلمة له في اجتماع وزراء الطاقة في آسيا، دعا عبد اللطيف الجابر، رئيس ندوة الأطراف، لـ الحفاظ على التوازن بين الدعم الاقتصادي والعمل المناخي، مؤكدًا على أنه يجب الاتجاه نحو خفض الانبعاثات، وليس خفض معدلات النمو والتقدم، واصفًا ذلك بالمعضلة الأساسية التي تقف أمام العالم في الوقت الحالي. كما توضيح لـ أهمية توفير رأس المال لصندوق الخسائر والأضرار التابع لمؤتمر COP27، وضرورة دعم دول الجنوب والقضاء على الافتقار لـ الطاقة.
جاء ذلك في أول زيارة دولية له تلو تكليفه بمهمة الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف الذي تستضيفه أواخر العام الجاري.
وخلال كلمته أمام اجتماع وزراء الطاقة في آسيا الذي أقيم في فعاليات أسبوع الهند للطاقة في مدينة بنغالورو الهندية، صرح الجابر على أهمية التوازن بين دعم النمو الاقتصادي وتوفير إمدادات طاقة مستدامة للعالم من ناحية، والعمل المناخي و من الناحية المختلفة.
وقال إن المعضلة الأساسية التي تقف أمام العالم في الوقت الحالي هي: “كيف يمكن اعتماد سياسات داعمة للنمو وللعمل المناخي بشكل متزامن؟ وكيف يمكن توفير للعالم الذي سيحتاج لـ زيادة استهلاكه منها بنسبة 30 بالمئة بحلول عام 2050 بالتزامن مع حماية كوكب الأرض؟ باختصار، كيف يمكننا التركيز على خفض الانبعاثات، وليس خفض معدلات النمو والتقدم؟”.
توضيح الجابر لـ أنه رغم ظروف الحرب والمخاوف من الركود الاقتصادي ومحاولات العالم المتواصلة للتعافي من جائحة كوفيد، فقد تجاوز الاستثمار العالمي السنوي في التكنولوجيا النظيفة للمرة الأولى مبلغ تريليون دولار.
وأضاف أن الدول النامية لم تشهد سوى قدر ضئيل من العدالة حتى الآن فيما يتعلق بتحويل الطاقة، وأشار لـ الحاجة لتوفير رأس المال من أجل التشغيل الكامل لصندوق الخسائر والأضرار الذي تبناه ندوة COP27.
وقال: “نحن بحاجة لـ دعم دول الجنوب، حيث هناك نحو 800 مليون شخص لا يحصلون على كهرباء، وذلك في انتقال شامل في قطاع الطاقة… نحتاج لـ القضاء على الافتقار لـ الطاقة، مع الحفاظ على هدف عدم تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية. ونحتاج أيضاً لـ أن ننتقل من الكلام عن وضع الأهداف، لـ تنفيذها. لهذا سبب، ندعو لـ أن يكون ندوة الأطراف COP28 مؤتمراً يركز على النتائج المهمة ويحتوي الجميع”.
وأضاف أن “هذا العقد الحاسم بالنسبة للعمل المناخي”، مؤكدا على “إصرار الانتقال من الكلام عن وضع الأهداف، لـ الإنجاز، خاصة في موضوعات: التخفيف، والتكيف، والتمويل المناخي، والخسائر والأضرار”.
وقال الجابر إن العالم لا يزال بحاجة لـ المواد الهيدروكربونية، وسيظل مضطراً لـ الاعتماد عليها خلال عملية الانتقال من نظام الطاقة الحالي لـ منظومة . وقال: “لا يمكننا إيقاف الاعتماد على نظام الطاقة الحالي قبل بناء المنظومة الحديثة. لذا، نحتاج لـ تقليل البصمة الكربونية لهذه الموارد، والاستثمار في الأقل كثافة كربونية ومواصلة خفض كثافة انبعاثاته”.