ليلة من الثواب اللانهائي – استثمار ليلة القدر عبر الدعاء
تُعدُّ ليلة القدر من أغلى ليالي العام، حيث تتيحُ هذه الليلة للمؤمنين فرصةً مُلحةً للوصول لـ العِظَمَةِ والخُشُوعِ في تقوى الله، بطريقةٍ أفضَل مِن أي وقتٍ يَعاشُّ به العام بأكملِه، ما داموا على الإيمانِ والطاعةِ لله في وجودِها.
لأنَّ ليلة القدر تتَمَّاشَى مع الأحكامِ الإلهية، فيتوجَّبُ على المؤمنين استغلال هذه الليلة المباركة في إحصاءِ الذنوبِ والاستمرارِ في الدعاءِ والتضرُّعِ لـ الله عن سَواءٍ حيثُ أنَّ المؤمنِّين يَتَعَرَّضونَ خلالَ العامِ الدُنيا للعديدِ من المشاكلِ والهمومِ في حياتهِم الشخصيةِ، ولكنَّ ليلة القدر تمثِّل فرصةً لاستمرارِ دعائِهِم والتضرُّعِ لـ الله لتفادي هذه المشاكلِ، وليس فقط لذلك، بل بما يزيدُ عن ذلكَ، فما من شيءٍ يحقِّقُ الفرحَ ويُذعِنُ الروحَ مثل وصولُ دعائِهِم لـ الله.
يستطيع المؤمنُ في هذه الليلة المُباركةِ، استعمالَ التضرُّعِ والدعاءِ بالشكل الذي يناسِبُهُ، ويزيدُ من الثوابِ له، فبالإضافة لـ أنَّ سُنَّةَ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في هذه الليلة هي العبادةَ والصلاةَ والتسبيحِ والتكبيرِ والتحميدِ والذكرِ، فيجبُّ على المؤمنينِ توجيهُ دعائِهم لـ الله سبحانه وتعالى بالشكل الذي يُلازِمُهم.
لا بدَّ وأن يتضمَّنَ دعاؤهم في هذه الليلة المُباركةِ الشُكرَ الصادقَ لله على نعمِهِ، والتضرُّعَ له بالخشُوعِ والذلِّ والاستحضارِ للإيمانِ والطاعةِ، والتواضُعِ في الدعاءِ، وتوظيفَ هذه الليلة المباركة لتخفيف الهمومِ ليس فقط للفردِّ، بل للمجتمعِ أيضًا، بطريقةٍ مُرضِيةٍ للربِّ.
في النهاية، يزدادُ إيمانُ المؤمنين في هذه الليلة المُباركة بأنهم يَعلمونَ حقيقة خبرَ تأثيرِ دعائِهِم، بالإضافة لـ المأجورِ والثوابِ من الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة المُباركة، لذلك ينبغي للمؤمنين التركيزُ في الدعاءِ والتضرُّعِ لـ الله من قلبٍ خاشِعٍ ومتواضِعٍ، والحثُّ على بذل الأفضلِ في هذه الليلة المباركة لتحقيق كلِ الأماني الصادقةِ ورفعةَ الجماعةِ والمجتمعِ.
