ماجد شمعة
المحتويات
يبرع في محاكاة شخصية رئيس النظام السوري بشار الأسد، تراه منتشياً من الفرح وهو يقلّده بأسلوب كوميدي ساخر ويظهره كمجنون يضحك رغم ارتكابه المجازر بأبناء شعبه. السوري ماجد شمعة (30 عاماً) أحبّ منذ طفولته تقليد الأشخاص والأصوات، وقلد عائلته ومعلمه في المدرسة وأصدقاءه وضُرِب كثيراً بسبب ذلك، ولكن تقليده للأسد كان الأنجح. بدأ تقمّصه لشخصية المجرم بشار حين استمع لأحد خطاباته بداية الثورة السورية التي اندلعت قبل نحو 9 أعوام لتُطالب بإسقاطه ونيل الحرية فاشتهر منذ ذلك الحين بـ”السيد الرئيس”.
ماجد شمعة يقلد بشار الاسد
أول تقليد للأسد وفي نقاش مع أصدقائه حول إحدى خطابات الأسد ببداية الثورة، سألهم شمعة: ألم تسمعوا ماذا قال؟ وقلّده بسخرية قائلاً: “لا يوجد ثورة حقيقية في سوريا ولو كان هناك.. لنزلت أنا وأنتم إلى الشارع”. وتابع شمعة مكرراً مقولة الأسد: “إذا كان الشعب قال الله سوريا بشار وبس، فأنا أقول الله سوريا شعبي وبس”، وضحك مثله، فانبهر أصدقاؤه بطريقة تقليده له وخاصة ضحكته، وكانت هذه المرة الأولى التي يقلد فيها صوته.
وأصبح منذ ذلك الحين يقلد كل خطاباته وحركاته، مبهراً أصدقاءه ومعارفه وسط استغراب وضحكات وطلبات بالمزيد من هذه المشاهد. يغيّر شمعة من شخصيته الحقيقية إلى شخصية الأسد بلمح البصر، فتراه وهو بين أصدقائه يطلق النكات وهو يقلده بحركاته ورفعة يده الشهيرة وهو يتكلم، كما أنه يتميز بتقليد اللدغة في لسانه بشكل لافت، متبعاً ذلك بجملة “يلعن روحه”. كيف أتقن تقليده؟ وقبل أن يبدأ مشوار التقليد، شاهد شمعة تقريراً لإحدى القنوات العربية يتحدث عن حياة الأسد، ليعرف تفاصيله ويرسم الشخصية التي يرغب بتمثيلها، وساعده في ذلك وجود الصفات الفريدة منها نبرة صوته وطول رقبته وحركاته. عوامل كثيرة ساعدت شمعة على إتقان تقليده، منها تعلمه الدوبلاج والتعليق الصوتي، ودراسة اللغة العربية ومخارج الحروف، بالإضافة لاعتماده على آراء ومحللين لشخصية الأسد وأطباء نفسيين. ومع مرور الوقت أصبح يطوّر في الشخصية، وبدأ يفضح انتهاكات الأسد بحق شعبه، واعترف خلال تمثيله صراحة أنه ينفذ تعليمات دولٍ أخرى في الحرب التي شنها على معارضيه ويظهر كيف يتلذذ الأسد بتعذيب الناس وتبرير القتل. برامج سياسية ساخرة ويعمل شمعة معلقاً صوتياً ومقدماً لبرامج سياسية ساخرة منذ خمس سنوات، خلال وجوده في تركيا، وساهم تمثيله في برامج قدمها على صقل موهبته. وقدم برنامجين تلفزيونيين عبر قناة الجسر الفضائية، الأول “شلونكوم” (شلون.(com، وهو سياسي ساخر يتحدث عن الشأن السوري وقضايا الربيع العربي وكان لشخصية الأسد الدور الأكبر بالمشاهد التمثيلية فيه. أما البرنامج الثاني “إسأل بشار” فهو تفاعلي يعتمد على شخصية المُقدّم الذي يستقبل اتصالات مباشرة ويجيب عنها بشكل عفوي ومباشر.
مواقف طريفة وقاسية ومر شمعة في مواقف عدة خلال تقليده للأسد، منها قاسية ومزعجة، وأخرى طريفة، إحدى المواقف حصلت خلال برنامج (إسأل بشار) حيث وردته اتصالات كثيرة من أشخاص صدقوا أنه الأسد وطلبوا منه طلبات. أحد المتصلين طلب من شمعة “العفو والغفران” إثر انشقاقه عن النظام السوري، حتى يستطيع العودة إلى حضن الوطن، فيما اتصل شخص آخر من المعارضين للأسد وبدأ بالسب والشتم والتهديد والوعيد. موقف آخر، كان قاسياً على شمعة، خلال تأديته مشهد تمثيلي من أمام مبنى حزب العدالة والتنمية المؤيد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مدينة إسطنبول، ويبدي فيه إنزعاجه من فوز الحزب في إحدى الانتخابات. وفي المشهد طلب من بعض الأتراك أن يضربوه على أنه “الرئيس السوري”، وعند إعطاء المخرج الإشارة أثناء التصوير انهال على شمعة الجميع بالضرب المبرح وبدأ فريق التصوير بتهدأة الناس والشرح لهم بأنه ممثل فقط. خلال رحلته في التقليد، واجه شمعة عدة صعوبات وتحديات منها خوفه من دخول سوريا وعدم قدرته على رؤية أهله، عدا عن الشتائم والتهديدات التي كانت تصله من المؤيدين للنظام السوري.
وعلى الرغم من ذلك، كان لديه دافع للاستمرار النابع من إيمانه المطلق بضرورة فضح “المجرم وجعله أضحوكة”، وفق قوله. كما واجه صعوبة في العمل مع بعض المؤسسات، فمنهم من رفض التعامل معه خوفاً على حياتهم، وآخرون لم يتقبلوا فكرة تقليده لشخص مجرم مثل الأسد. ومن الصعوبات التي واجهها شمعة في بداية تقليده للأسد أنه كان يشعر بالتعب الشديد إثر الجهد الكبير المبذول في تقليد نبرة الصوت والحركات، إلا أنه تجاوز ذلك مع مرور الوقت. وجدير بالذكر أن نظام الأسد قمع الثورة السورية وسقط خلالها آلاف الضحايا، وشرد ملايين المدنيين، وتحولت سوريا ساحة للصراع بين القوى الإقليمية والدولية. ويدعم نظام الأسد ميليشيات إيرانية وقوات روسية، ارتكبت جرائم ضد الشعب السوري، بموافقة من قوات النظام.