كانت هناك فتاة تربّت في حضن والدها الذي كان يحبها حبا شديدا، ولم يتردد لحظة لإسعادها، وإحضار كل ما تطلبه وتتمناه أي فتاة في الدنيا، ووثق والدها بها ثقة عمياء من شدة حبه لها.
حتى وصل والدها لدرجة أن يأتمنها على ماله دون غيرها من إخوتها البنين وأخواتها البنات.
حتى حدث ما حدث …
ماذا جرى لهذه البنت ؟
بدأت قصتها بعلاقة حب مع شاب من جيرانها، أحبها وهي أيضا أحبته، فلما تفاهما طلبت من هذا الشاب أن يتقدم لخطبتها، وبالفعل استجاب الشاب إلى طلب البنت وذهب لمقابلة والدها واستقبل والدها الشاب وعرض عليه الموضوع لكنه رفض طلبه رفضا قاطعا.
فلما عرفت البنت أن طلب فارس أحلامها رفض من قبل والدها، صدمت صدمة كبيرة، فغضبت على والدها وأسرّت له المكيدة.
أبوها أبلغ بنته أن تتجنّب هذا الشاب وأن تنساه مطلقا وأن لا تفكِّر في الزواج منه.
لكن الفتاة المغرورة لم تستجب لوالدها وخططت مع الشاب خطة لإتمام الزواج دون معرفة والدها، وهو الزواج العرفي لكن بدون ولي.
هناك زواج مسافة: يقصد به أن الزواج يصح لو البنت موجودة في مسافة معينة بعيدة عن وليها، وهذا في بعض الاجتهادات في الفقه الشافعي لدى الفقهاء المتأخرين.
وبالفعل الشاب والبنت ذهبا إلى مدينة بعيدة عن مكان إقامة أبيها، وتم عقد الزواج وأتت إلى بيت قريب من بيت أبيها لقضاء شهر العسل فيه وهذا البيت كان لأقرباء هذا الشاب زوجها الجديد.
فلما انتهى أسبوع العسل ذهبت مجموعة من أعيان البلدة إلى بيت أبي البنت كي يسامح بنته وزوجها الجديد، لكن الأب رفض طلبهم بشدة، وحلف أنه لن يكلّم بنته مرة أخرى، وحاول أعيان البلدة إقناع الأب بأن يعفو ويصفح ، ولكنه أصرّ على الرفض وقال: هي ماتت عندي ولا يمكن أن أكلم الموتى.
والعجيب أن هذه البنت التي قاطعها والدها كلما ولدت مولودا مات في الأسبوع الأول، ولدت أكثر من خمسة مواليد وكل واحد منهم يموت في الأسبوع الأول، وفي النهاية ماتت هي في الولادة مع مولودها.
يذكر ان هذه القصة حقيقية وحدثت في أواخر الثمانينات من القرن العشرين في الصومال.