يتحدث الاصحاح الخامس عشر عن اول مجمع الكنسي في عصر الرسل فماذا كان سبب انعقاده وماذا كانت قراراته لحل المشكلة؟?
يعد الفصل الخامس عشر من كتاب أعمال الرسل من الكتب المقدسة الذي يتحدث عن أول مجمع كنسي في عصر الرسل. كان هذا المجمع الكنسي الأول يهدف إلى حل مشكلة معينة كانت تواجه الكنيسة الناشئة في ذلك الوقت.
كانت المشكلة التي دفعت إلى انعقاد المجمع الكنسي الأول هي مسألة الختان ومدى تبعية اللاهوت المسيحي لتعاليم الدين اليهودي. فبعد قدوم يسوع المسيح وتأسيس الكنيسة، بدأت الخلافات في الظهور حول هذه المسألة. بعض الناس اعتبروا أنه يجب على جميع المسيحيين الجدد أن يختنوا ويتبعوا تعاليم الدين اليهودي، بينما اعتبر آخرون أن الختان ليس ضرورياً للإيمان المسيحي.
ولحل هذه الخلافات، اجتمع الرسل والقادة الكنسيين في مجمع كنسي في مدينة أورشليم. وبعد مناقشات طويلة ودراسة للكتاب المقدس والتأمل في روح الله، توصل المجمع إلى قرار نهائي بشأن هذه المسألة. وقرر المجمع بأغلبية الأصوات أن الختان ليس شرطاً للإيمان المسيحي، وأن اللاهوت المسيحي يتجاوز التعاليم اليهودية.
بهذا القرار، تم تحديد هوية الكنيسة المسيحية كديانة مستقلة بذاتها، محافظة على التواصل والتعايش مع التعاليم والتقاليد الدينية السابقة ولكن بتجديد وتحديث ينسجم مع رسالة المسيح وسيرة حياته.
يعد المجمع الكنسي الأول في عصر الرسل خطوة مهمة في تاريخ الكنيسة المسيحية، حيث ساهم في تأسيس القواعد والأسس اللاهوتية والمذهبية لهذه الديانة العظيمة. وبفضل هذا المجمع الكنسي، تمكنت الكنيسة المسيحية من البقاء والنمو والانتشار في العالم بكل قوة ونجاح.