سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وانماط عملها؟? تعتبر البرامج الحاسوبية الحديثة أكثر تعقيدًا وتفاوتًا مما كانت عليه قبل عقود قليلة. فهي تحتوي على مستويات معقدة من التفاصيل والبرمجة الدقيقة التي تسمح لها بالعمل بالطريقة التي تحاكي بعض القدرات الذهنية البشرية. تتبع هذه البرامج سلوكًا وخصائص معينة التي تجعلها قادرة على العمل بشكل مشابه للأنماط الحسية والمعرفية التي يمتلكها الإنسان.
إحدى الخصائص الأساسية التي تتسم بها البرامج الحاسوبية التي تحاكي القدرات الذهنية البشرية هي القدرة على التعلم. فالبرامج الحاسوبية الذكية تستطيع الاستفادة من البيانات الواردة من كل عملية تفاعل وترتيبها بحيث تقدم توصيات أفضل في المرة القادمة. وبمعنى آخر، فإن البرامج الحاسوبية التي تحاكي القدرات الذهنية البشرية تستخدم أدوات في تجميع البيانات وتحليلها بشكل ذكي حيث تستخدم هذه البيانات في إصدار قرارات أكثر دلالة.
ومن الخصائص الأساسية الأخرى تلك التي يستخدمها الإنسان في التفاعل مع بيئته، تشمل هذه الخصائص الحوسبة الحسية والاستشعار، وهي خصائص تسمح للبرامج الحاسوبية بالتخلص من التعقيدات الإضافية في بناء نهج تفاعلي يشابه الإنسان. يقوم الحاسوب بمعالجة الأصوات والصور التي تتردد عبر شاشة الحاسوب، وهو ما يعتمد بشكل كبير على تكنولوجيا الاستشعار والحوسبة الحسية في استيعاب مدى النشاط الذي يجرى عبر الأجهزة وإدراك الأنماط التي يتم إدخالها عبر هذه التقنيات.
وبالإضافة إلى ذلك، تستخدم البرامج الحاسوبية الحديثة تقنيات النمذجة الذهنية، وهي أسلوب برمجي يعتمد على تصميم عقل نموذجي يشابه الإنسان لمساعدة الحاسوب على فهم المشكلات وحلها بشكل أفضل. تستخدم هذه التقنية أساليب التعلم الآلي والتعلم العميق والشبكات العصبونية في إنتاج أنماط تشكل المخ يعتمد عليها لتصميم المنطق والتفكير المستوحى من النماذج الذهنية للإنسان.
وفي النهاية، فإن البرامج الحاسوبية التي تحاكي القدرات الذهنية البشرية تتمتع بمجموعة من الخصائص والسلوكيات التي تجعلها قادرة على تحليل المعلومات وإعطاء قرارات ذكية. فهذه البرامج تتعلم وتحلل المشكلات بنفس الطريقة الذكية التي يفعلها أحد الأشخاص، وهو ما يمكنها من العمل بشكل أفضل وأسرع من أي وقت مضى.