محور الهوية في التربية التشكيلية؟? تعتبر التربية التشكيلية من أهم الأسس التي تحرص عليها المجتمعات في تنمية مهارات الفنون التشكيلية والتعبير الفني للفرد، ولكن هذه التربية لا تقتصر على المعارف الفنية والفنية العلمية فقط، بل تحتوي أيضًا على جوانب نفسية واجتماعية. ومن بين هذه الجوانب محور الهوية الذي يعتبر أحد أهم المحاور في التربية التشكيلية.
يتضمن محور الهوية في التربية التشكيلية تنمية قدرات الطفل على التعبير عن شخصيته ورؤيته الخاصة للعالم من خلال الفن. فالهوية الشخصية هي مجموعة الصفات الفردية التي تميز الفرد عن غيره، وتعتبر هذه الهوية هي الأساس في تكوين شخصية الفرد وتحديد فكرته عن الذات والعالم المحيط به.
ومن خلال الممارسات الفنية والتعبيرية المختلفة، يمكن للطالب أن يطور هذه الهوية ويعبر عن نفسه بطريقة فنية فريدة. ولذلك فإن المرحلة الأولى من التربية التشكيلية تدريس الأساسيات وتعليم الأساليب الفنية المختلفة والتحرك بها والمتابعة، لكن المرحلة الثانية تؤكد على أهمية التعبير الفني الشخصي ومدى ترابط تنمية الهوية الشخصية للفرد مع عملية التعلم في الفن.
وتركز أيضًا التربية التشكيلية على تنمية الوعي الاجتماعي والثقافي لدى الفرد عبر فهمه للتاريخ والفن التشكيلي في بلده، وكذلك فهم لغات وثقافات وأساليب فنية مختلفة من حول العالم، وبالتالي تعزيز الانفتاح الثقافي والتعايش الاجتماعي. ومع ذلك، يجب أن يوضع التركيز أيضًا على احترام الهوية الثقافية والإثنية للطلاب، وتشجيعهم على الاحتفاء بخلفياتهم الثقافية وتعزيزها من خلال الفن.
وبهذه الطريقة، يمكن لمحور الهوية في التربية التشكيلية أن يأتي بالعديد من الفوائد للفرد والمجتمع ككل، ومنها تنمية الشخصية والهوية الشخصية، وتعزيز التعايش الاجتماعي والثقافي والعقلي، وتعزيز الابتكار والتفكير الإبداعي في الفن، وتعزيز الانفتاح المتعدد الثقافات والمعرفيات، وإثراء الحركة الفنية في المجتمع.
