هل من علامات الساعة نزول المطر في غير وقته؟? لا شك أن موضوع العلامات الساعة يشدّ أنظار الكثيرين، ولا سيّما المؤمنين والمتديّنين منهم. ومن بين تلك العلامات التي تثير اهتمام العديد من الناس، هي إشارة نزول المطر في غير وقته المعتاد. ونعود هنا لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن علامات الساعة، قائلاً: “… وَحُوتٌ يُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُصَيَّرُ، وَنُزُولُ الْمَطَرِ فِي غَيرِ أَوَانِهِ، وَزَيْدٌ تُكَلَّمُ فِي الْأُمُورِ الْعَامَّةِ وَجُفَاءُ الْجُفَانِ”.
يُعتبر نزول المطر في غير وقته المعتاد، إحدى العلامات الواضحة لقرب يوم القيامة. وكما أفاد بعض مفسّروا القرآن الكريم، يمثّل هذا نقصًا في الحكمة الإلهية، حيث إن الله تعالى يسقي الأرض بما يناسبها من الماء، وينزل المطر في أوقات محدّدة ومناسبة. ولكن حينما ينزل المطر في غير وقته، فإن ذلك يعني أن الأمور بدأت تتخذ طريقًا آخر، وأن العالم يتّجه نحو نهايته، ولا بد من الاستعداد لذلك.
يُقال إن نزول المطر في غير وقته الطبيعي يعكس تغيّراتٍ جويةٍ مفاجئة، ويُرجّح أن الأسباب وراء ذلك تتعلّق بتغير المناخ، الذي قد يكون ناتجًا عن نشاط البشر وتأثيراتهم على البيئة. ومن أمثلة تلك الظاهرة التي حدثت مؤخرًا، نذكر مثلاً تساقط الثلوج في السعودية، وهي منطقةٌ تعرف بارتفاع درجات الحرارة فيها، فضلا عن تساقط الأمطار في العديد من المناطق في فصل الصيف، مثلًا في بعض الدول العربية.
يمكن القول إنّ نزول المطر في غير وقته يشكّل إشارة لمستقبل غير مؤكّد، وأنّ العالم يتحرّك بشكلٍ غير مسبوق، وأنّ البشرية بحاجةٍ ماسّةٍ إلى التفكير في أسلوب حياتها وتكييفها مع تلك التحولات الجوية. فالاستدامة واحترام البيئة يجب أن تكون من الأولويات في حياتنا، إذ إنّ ضررها قد يتفاعل بطرق كارثية، تهدّد حياة الإنسان والحيوان والنبات.
في النهاية، يجب الإشارة إلى أنّ نزول المطر في غير وقته المعتاد يمثّل علامة من العلامات الواضحة لقرب يوم القيامة، وأنّ تلك العلامات تأتي لنتذكر بأنّ أيامنا عدّاد، وأنّ لا بد من الاستعداد للحياة الآخرة وفق التعاليم الإسلامية، وأنّ باب التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى مفتوحٌ للجميع، فلنسعى جميعا لأن نكون من المستعدين لذلك اليوم المشهود.