من فتح اقفل سجنا اكمل المثل؟? “من فتح السجن أغلق الجُروح”
هذا المثل الجميل يعكس فكرة هامة جداً في الحياة، وهي أن النجاح والتحقق من أمنياتنا لا يأتي فقط بإنهاء الجزء السَهل منها، بل يتطلب تنظيف الجروح التي كبدتنا الألم والجرح في البداية. وهذا الأمر مهم جداً، فإذا تجاهلنا الجروح التي تعرضنا لها سابقاً، فإنها قد تعود لتؤرق حياتنا في المستقبل.
فتح السجن يمثل بمثابة التحرر من القيود التي تحول دون تحقيق أحلامنا ورغباتنا، سواء كان ذلك سجناً حقيقياً أو سجناً نفسياً. ومن الواضح أن الشخص الذي يستطيع فتح سجنه والتحرر من القيود التي تحول دون تحقيق أحلامه، هو شخص عزيز عليه نفسه ويفوض بإنجازاتها. لكن ماذا إذا بقيت جروحه وجراحه التي حصل عليها أثناء فترة سجنه، تموج في وسط نفسه وتعيقه عن تحقيق ذاته بشكل كامل؟
إذا كان الشخص يريد أن يحرر نفسه بشكل كامل، فيجب عليه أن يغلق تلك الجروح، وأن يتضامن مع نفسه. إذا اعترف الشخص لنفسه بحقيقة هذه الجروح وتعامل معها بشكل صادق ومؤثر، فإنه سوف يتمكن من إغلاق تلك الجروح ويتحرر نفسياً ويمضي قدماً.
وهناك طرق عدة لإغلاق الجروح العميقة التي تضر بنا وتعيقنا عن تحقيق أهدافنا. أهمها هو طلب الدعم من الآخرين، إما من خلال المشورة، الدعم العاطفي أو غيرها من الوسائل. وكذلك تحديد المشكلة بدقة ومناقشتها مع شخص آخر، وكتابة ما يؤرقنا في مكان آخر. وإذا بذلنا الجهد وتمكنا من إغلاق الجروح التي تؤرقنا، فإنه يمكننا أن نتحرر من العقبات التي تحول دون تحقيق أحلامنا.
في النهاية، فإنه إذا كان الشخص قادراً على فتح سجنه والتحرر من جميع القيود التي تعيقه، فإنه لا يجب أن يتردد في إغلاق الجروح التي سببتها له تلك القيود، حتى يتمكن من الوصول إلى ما يريده بالفعل. لذلك، يعد هذا المثل بمثابة تذكير مهم جداً بأن السعادة والتحرر لا تأتي فقط من داخلنا، بل من خلال التعامل مع الجروح التي سببتها العقبات السابقة.
