لماذا تعتبر هجومات الشمال القسنطيني بمثابة اول نوفمبر ثان؟? تعتبر هجومات الشمال القسنطيني التي وقعت في 20 أفريل 1956، بمثابة أول نوفمبر ثانٍ، حيث أنها كانت بداية النضال والمقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
وقد تم الهجوم بالتنسيق بين أحزاب وشخصيات جزائرية مثل حركة النهضة الجزائرية، والشيخ محمد الطاهر الزاهد، والعقيد عباس لمشرف، والعقيد حسين بوزيان، وغيرهم من الشخصيات المؤثرة في الجزائر في تلك الفترة.
وتميزت هذه الهجمات بأنها كانت مدروسة ومحكمة الإعداد والتنفيذ، وتم تنفيذها في وقت واحد في عدة مناطق من شمال الجزائر، مما أدى إلى مقتل وجرح العديد من الفرنسيين والجزائريين.
ولقد أثارت هذه الهجمات ردود فعل قوية من الجانب الفرنسي، حيث اتخذوا إجراءات صارمة ضد المدنيين الجزائريين، واعتقلوا وسجنوا العديد منهم، وشنوا حملات عسكرية واسعة النطاق على المناطق التي كانت تستضيف مقاتلين جزائريين.
ومن خلال هذه الهجمات، أدرك الجزائريون بأن الفرنسيين لن يتركوا البلاد بسهولة، وأنهم سيحتاجون إلى مزيد من النضال والتضحية لتحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي. ولم تكن الهجمات الأولى التي قام بها الجزائريون ضد الاستعمار الفرنسي، لكنها كانت البداية الفعلية للنضال المسلح والمقاومة الشعبية التي استمرت سنوات طويلة حتى تم تحقيق الاستقلال في عام 1962.
لذلك، فإن هجومات الشمال القسنطيني تعد بمثابة أول نوفمبر ثانٍ، حيث أدت إلى تضافر الجزائريين وتوحدهم في مواجهة الاستعمار الفرنسي، ومن ثم تمكنوا من تحقيق الاستقلال بعد معارك شرسة وتضحيات جسام.