المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب شرح نص؟? المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب: دراسة لنص “النفس الحزينة” للشاعر نزار قباني
يتحدث الشاعر السوري الراحل نزار قباني في نص “النفس الحزينة” عن شخصية النفس الحزينة التي تعاني من الإحساس بالضيق والتعاسة، وتقدمها على الإقبال على الحياة واستكشاف طرق السعادة والفرح. ومن هنا تأتي عبارة “المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب” التي تستعرض قباني بها الطريقة التي تتبعها النفس الحزينة في التصرف وتفكيرها.
في نصه، يسلط قباني الضوء على الصفات السلبية التي تميز النفس الحزينة، ومنها انطوائيتها وعدم اهتمامها بالعالم الخارجي، وميلها إلى الانغماس في أحزانها وشعورها بالخسارة والضياع. ومع ذلك، فإن النفس الحزينة تحاول دائما البحث عن شخص يدعمها ويساعدها، ولا تجد في هذا المجال غير العائلة والأصدقاء الحقيقيين، ومن هنا يأتي انتماؤها القوي للأسرة والمجتمع.
ويعتبر قباني، في هذا السياق، أن النفس الحزينة تسعى دائما للتكيف مع الحياة، وتحاول الاقتداء بالنفوس الأقوى والمنيرة التي تحيط بها، ولا تعمل على استعراض حزنها وتكاثره، بل تحاول الاندماج مع الآخرين، وتنشد الرضا الذاتي والتفاهم معمّا يحيط بها.
وفي الحقيقة، فإن الحياة لا تعد مقياسا للفوز والخسارة، وإنما هي متاع ينبغي الاستمتاع به، وبالتالي ينبغي للنفس الحزينة أن تتعلم من التجارب الأليمة، وتسعى إلى التغلب على مشاعرها السلبية، وذلك بالاقتداء بالنفوس الإيجابية، والعمل على تحسين الوضع المعيشي والعاطفي والاجتماعي.
وفي النهاية، يمكن القول بأن النفس الحزينة هي البطل الحقيقي في حياة الإنسان، فهي التي تواجه التحديات الصعبة، وتعيش الألم والحزن والخسارة، ومع ذلك تستمر في السعي والبحث عن السعادة والفرح. ولا يمكن لهذه النفس أن تهزمها الهواجس والأسئلة، بل تظل دائما على قدميها، وتحاول بكل جد واجتهاد الوصول إلى الهدف المرجو، فينجح في النهاية من يتمسك بالأمل والتفاؤل، ويتقدم بخطى ثابتة ومتأنية نحو الحياة المشرقة والمليئة بالمفاجآت السعيدة.