تمهيد لمحور الإنسان والمكان؟? المقالة الأولى: “أهمية الإنسان في تحديد المكان”
تتميز البشرية عن باقي المخلوقات بإدراكها الواعي للمكان والفضاء، وعلاقتها الوثيقة بهما. فالإنسان يشعر بالانتماء لمكان معين ويؤثر فيه ويتأثر به، ويتفاعل معه بطرق مختلفة. هذا ما يجعل الإنسان عاملاً مهماً في تحديد المكان.
ترتبط علاقة الإنسان بالمكان بأبعاد متعددة، فلا يقتصر الأمر على الاحتياجات الأساسية كالطعام والماء والمأوى، بل تتعداها إلى متعة واحتياجات ثقافية واجتماعية. وبما أن قضايا البيئة وتدمير الموائل الطبيعية أصبحت أكثر أهمية في العصر الحالي، فإن تحديد دور الإنسان في تقليل تأثيره على المكان يجب أن يكون أولوية.
ومع تطور التكنولوجيا وتحسن الاتصالات يصبح من الممكن للإنسان التواصل والتفاعل مع المكان بشكل أعمق، ما يعني زيادة وعيه للمشاكل البيئية والاجتماعية التي تؤثر على هذا المكان. وعندما يتمكن الإنسان من فهم أهمية المكان وتوقع تأثير تصرفاته على المكان، سيبدأ باتخاذ خطوات لتقليل تأثيره السلبي وحماية المكان.
المقالة الثانية: “تأثير المكان على الإنسان”
بالإضافة إلى أن الإنسان يؤثر في المكان، فإن المكان بدوره يؤثر على الإنسان. فالآثار النفسية للمكان المحيط بها قد تؤثر على فعالية الإنسان وصحته ورفاهيته.
يمتلك كل مكان سحره الخاص ويتفاوت تأثيره على النفس البشرية، فمثلاً قد يكون المكان كئيباً ومشؤوماً كما في الأماكن المهجورة أو المواقع المشبوهة وهذا يؤثر سلبًا على الإنسان ويؤدي لظهور القلق والتوتر والاكتئاب. بينما يمكن أن يؤثر الجمال الفائق للمكان مثل الطبيعة الخلابة أو المعالم السياحية الرائعة بشكل إيجابي، وقد يؤدي هذا التأثير إلى الارتياح والاسترخاء والتخلص من التوتر.
كما أن المكان يؤثر على صحة الإنسان، فمثلاً يؤدى التعرض المستمر للضوضاء في المدن إلى ارتفاع الضغط الدموي وزيادة نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة، بينما يمكن أن تكون المساحات الخضراء والطبيعة البكر مفعمة بالصحة والشفاء.
وبإختصار، تتفاعل الإنسان والمكان بطرق متعددة، فتؤثر الخصائص الفيزيائية المتوفرة في المكان على الإنسان وبالعكس، ويتعامل الإنسان مع المكان بطرق إيجابية أو سلبية، مؤثرة على هويته وثقافته وصحته. لذلك يجب إيلاء الاهتمام للعلاقة بين الإنسان والمكان لتحقيق علاقة متبادلة ومتوازنة تساعد على الرفاهية والازدهار.