الصراع بين الفن والحياة في مسرحية بجماليون؟? لا شك أنَّ مسرحية “بجماليون” تعد واحدة من أبرز المسرحيات التي تناولت موضوع الصراع بين الفن والحياة، وهو موضوعٌ يستحقُّ البحث والدراسة، إذ يفتح آفاقًا واسعةً فيما يتعلق بعلاقة الفن بالحياة.
في هذا السياق، يمكننا القول بأن المسرحية تعكس بطريقةٍ أو بأخرى المشهد الفني الذي تعيشه مجتمعاتنا، فهي تطرح العديد من الأسئلة المهمة مثل: ما هي القيمة الفنية للفن؟ وكيف يمكن تحقيقها في ظل تعقيدات الحياة؟
ومن خلال تحليل العمل الفني بعمق، نجد أنَّ السرَّ الذي يرتقي بالفن إلى مستوياتٍ عاليةٍ هو إبراز الجمالية في الحياة. ينبغي للفن أن يأخذ بالاعتبار تلك الرؤية لتجسيد الحياة بجانب كل مظاهرها القبيحة، بما في ذلك المعاناة والوحشية والغضب.
ولكن هل يتناسب الفن بشكلٍ كاملٍ مع الحياة؟ وهل يمكن بلوغه أعلى تحقيقاته دون التعرض لضغوط الحياة وتعقيدها؟ إنَّ هذا المسألة تكمن في الصراع الذي يخوضه الفنان مع تلك القوى الضاربة في الحياة التي قد تصادف الإنسان في حدود مجتمعه.
وجاءت مسرحية “بجماليون” لتأكيد أنَّ الفن يعتمد على سعي الفنان إلى تحقيق رؤيته وإخراجها بأفضل صورة ممكنة، عبر الالتزام بالمبادئ الفنية الأساسية، كالتشكيل واللون والحركة والصوت والإضاءة.
بمعنى آخر، تناولت المسرحية في طريقها الفنِّي برسالةً واضحةً، تدعو الفنان إلى الإبداع بحرية وحكمة لتحقيق الأفضل في عالم الفن، بينما يتوجب عليه الاستجابة لحتميَّات الحياة الصعبة ومواكبتها بكل شقوقها وجوانبها، حتى يتمكن من ابتكار الأعمال الفنية التي تناسب زمانه ومكانه.
