أين وجد ذو القرنينِ قومًا حالُهم شديدٌ وقاسٍ؛ إذ ليسَ عندهم ما يستُرُهم من الأشعَّةِ والحَرِّ؟? يعد ذو القرنين شخصية هامة في التاريخ الإسلامي، ومن المعروف أنه قام بمسيرة واسعة بين البلدان والمدن، لكن القليل من الناس يعرفون حول المكان الذي وجد فيه قومًا حالُهم شديدٌ وقاسٍ، حيث لم يكن لديهم ما يستُرُّهم من الأشعة الشمسية والحَرِّ المفرط.
تشير بعض الروايات الدينية إلى أن ذو القرنين وجد هذا القوم في المنطقة الممتدة بين جبال القاف في جنوب إيران والجزيرة العربية. حيث حُكِي أن هؤلاء الناس كانوا يعيشون في أحوال قاسية ومناطق صحراوية حارة جدًا، دون وجود أي أشجار أو مأوى لإخفاءهم من حرارة الشمس وقوتها.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: ” … حتى إذا بلغ مَطلَعَ الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سِتْرًا” (الكهف: 90).
وحسبما ورد في الأحاديث النبوية، فقد ساعد ذو القرنين هؤلاء الناس وأبدى تسامحًا كبيرًا، فقد قام بتشييد سد واقي ليمنع وصول أشعة الشمس المباشرة إلى هذه المنطقة، وهو الأمر الذي ساهم في تحسين أوضاع هذا القوم وحياتهم.
وفي واقع الأمر، فإن قصة ذو القرنين وهذا القوم تحدثنا عن درس في التسامح والتعايش المتبادل بين الثقافات وخدمة الإنسانية بكل تعقيداتها. إن الكون بما يحتويه من جزر وأخطار وظواهر طبيعية يعتبر تحديًا مستمرًا أمام أي شخص أو قوم، ولكن العمل المشترك والتعاون والتسامح من شأنهم أن يسمحوا لنا بالاستمرار في العيش بشكل افضل و أن يعيش كل فرد منا حياة مريحة وآمنة.