لا يقاس غِنى المجتمع بكميّة ما يملِكُ مِن أشيَاء بل بمقدار ما فيه من أفكار؟? يُعتبر غِنى المجتمع واحدًا من أهم المؤشرات على ازدهاره ونجاحه، ولكن الغِنى هنا ليس بالمقدار الذي يملكه المجتمع من الأشياء المادية والثروة الاقتصادية، بل بمقدار ما فيه من أفكار وأفكار متجددة يمكن أن تقوده نحو التنمية المستدامة والازدهار المستمر.
في الحقيقة، الأفكار هي المساهم الأساسي في بناء الحضارات وتطويرها، فهي التي تحرك عجلة التقدم والتطور والتكنولوجيا، وتوفر الحلول والابتكارات للمشكلات التي يواجهها المجتمع، سواء كانت في المجال الاقتصادي أو الاجتماعي أو البيئي.
بمعنى انتهاء، الأفكار هي السلاح الذي يمكن للمجتمع الحديث الاعتماد عليه للتغلب على التحديات الحالية والمستقبلية، ولذلك فإن الغِنى الحقيقي للمجتمع لا يمكن أن يُقاس بمقدار ما يملكه من أشياء، بل بمقدار ما فيه من ابتكار وابداع وأفكار حديثة.
في هذا الصدد، يمكن القول إن المجتمعات الأكثر نجاحًا وازدهارًا هي هذه التي تعتمد على ثقافة الإبداع والابتكار، وتشجع التفكير خارج الصندوق والتحدث عن الأفكار الجريئة، دون خوف من المخاطر.
ولذلك، فإن الاهتمام بتطوير الثقافة الإبداعية في المجتمعات، وتشجيع الإبداع والابتكار في مختلف المجالات، يعد أمرًا ضروريًا للوصول لـ مجتمع غني عقليًا واجتماعيًا، ولتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة التي يسعى إليها كل مجتمع.
وفي الختام، يمكن القول إن المجتمعات الغنية بالأفكار هي هذه التي تستطيع الحداثة والازدهار، في وقت أن المجتمعات الفقيرة بالأفكار قد يتجه إليها الانحدار والتراجع، لذا فإن التركيز على تحديث الثقافة الإبداعية للمجتمعات، يعُدُ خطوة أولى نحو التنمية المستدامة والتفوق الحضاري، وهذا ما يحدث اليوم في مجتمعات عديدة حول العالم.