المغرب الكفاح من أجل الاستقلال واتمام الوحدة الترابية
في النصف الأول من القرن العشرين، تعرض المغرب للاستعمار من قبل فرنسا وإسبانيا. ومع ذلك، قاد المغاربة حركة الاستقلال وصراعًا شاقًا من أجل تحرير بلدهم واتمام الوحدة الترابية.
قاد الحركة الوطنية الشيخ محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي قام بتأسيس حزب العمل السنوي وأصبح رمزًا للحركة الوطنية. أسس الخطابي أيضًا جمعية العلماء المغاربة، وهي منظمة دينية وثقافية للمحافظة على الثقافة المغربية وتثقيف المستعمر الفرنسي بتاريخ وثقافة المغرب.
في عام 1944، تشكل الكونگري المغربي (المؤتمر المغربي) للدفاع عن حقوق المغربيين ولرفع شأن المغرب في المجتمع الدولي. كان من بين أعضائه الشيخ المحدث بن باعمر وعبد الكريم الخطابي ومحمد المكي الخطابي وعلال الفاسي.
وفي العام التالي، تشكل حركة التحرير الوطني، التي قادها عبد الكريم الخطابي ومحمد المكي الخطابي وعلال بن عبد الله وعمر بن جلون ومحمد بن يحيى الجزولي.
صراع الحركة الوطنية كان شديدًا، حيث تعرضت للاضطهاد من قبل الفرنسيين والإسبان. وفي عام 1947، نظمت الحركة الوطنية مظاهرة سلمية في المغرب الكبير للمطالبة بالحرية والاستقلال، ولكن القوات الفرنسية قامت بإطلاق النار على المتظاهرين، وقتلت وجرحت الكثير منهم.
لم يتوقف الصراع على الناحية السياسي فقط، وإنما شهد المغرب أيضًا مقاومة شعبية شديدة، حيث تشكلت الخلايا العسكرية المغربية في الجبال وتحت قيادة عبد الكريم الخطابي. وبعد عشر سنوات من الصراع المستمر، صرحت فرنسا استقلال المغرب في عام 1956.
ومع ذلك، لم تنته الحركة الوطنية بعد، حيث دخل المغرب في صراع لإتمام الوحدة الترابية، لأن الإسبان سيطروا على مدن ساحلية مثل سبتة ومليلية وجزر كناري. وفي عام 1958، نظم المغرب حربا مع إسبانيا، وتمكن من استعادة معظم المدن الساحلية، وفي عام 1969، استعادة المغرب الصحراء الكبرى، التي كانت تحت تصرف الإسبان.
بانتصاراته المتتالية، تحول المغرب تدريجيًا لـ دولة قادرة على التفاوض دوليًا والمساهمة في الأحداث الدولية. ومنذ استقلاله ، لم يتوقف المغرب عن التطور والتحديث، ليصبح دولة متعددة النواحي وتحتل مكانة مرموقة في زمرة دول العالم.
