لا شك أن الخليفة عمر بن الخطاب رحمه الله اعتبر من أعظم الفرسان في تاريخ الإسلام، وقد عرف بجملة من الصفات النبيلة، مثل الصدق، والأمانة، والعدل، والتواضع، والشجاعة، والصبر، والإيثار، وغيرها. ومن القصص المشهورة عن حياته هو تراجعه عن الصلاة في الكنيسة، وسوف نتحدث في هذا المقال عن هذا الحدث والأسباب التي دعته لذلك.
في العام العاشر للهجرة، قاد المسلمون حملة عسكرية ناجحة بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب في مدينة القدس، وكانت المدينة قد سقطت في يد الجيش الإسلامي بدون قتال ودخلت الإسلام. بعد ذلك، اقترح البطريرك سفيان على الخليفة بأن يصلي في الكنيسة، وفي ذلك الوقت تحدث الخليفة عبارة شهيرة “إنني أخشى أن يحتلف بهذا الأمر بعدكم وقد ردعته” وبتقدير انه سوف يحتف بهذا الأمر في وقت لاحق وهو يختار عدم الصلاة في الكنيسة.
1. احترام المكان المقدس
حتى لو كان هذا المكان مكرسًا للديانة المختلفة، فإن الخليفة عمر بن الخطاب رحمه الله كان من الناحية الفكرية والمعرفية المؤمنين متعددي الديانات كلهم أخوهم في الإنسانية وكلما كان العالم أقرب لـ الأخوة والمحبة فإنهم لن يُشَعَرَوا بأنفسهم بالخسارة، بل سيشعرون بالرفاهية والنجاح.
2. الحفاظ على الجماعة الإسلامية
كما يدرك الخليفة عمر بن الخطاب رحمه الله بشكل جيد أن الانصهار الديني في هذه الحركة، التي تركزت حوله، اعتمد على احترام الطوائف المختلفة، وهو مما يعزز وحدة الأمة الإسلامية وتماسكها. ولذلك، كان عمر بن الخطاب رحمه الله دائمًا متسامحًا تجاه القوميين والمسيحيين وغيرهم من الطوائف ، حتى لو كانوا يحملون أفكارًا متعددة عنه.
3. تفادي الخلافات الدينية
كانت عملية الانصهار الديني في التاريخ الإسلامي نجاحًا عظيمًا ، وكانت هناك درجة عالية من التسامح نحو الآخرين والرغبة في تجنب الخلافات الدينية. ولذلك، اعتقد الخليفة عمر بن الخطاب رحمه الله أنه سوف يفتح بابًا للجدل بين المسلمين والنصارى إذا قام بالصلاة في الكنيسة. وبهذا الشكل ، تجنب الخلافات والاحتكاكات فيما بعد فيما بينهم.
في النهاية، تراجع الخليفة عمر بن الخطاب رحمه الله عن الصلاة في الكنيسة لعدة سبب اسباب ، منها الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية واحترام المكان المقدس وتجنب الخلافات الدينية. وكان هذا التصرف إحدى العلامات البارزة على الشخصية الفذة لهذا الرجل الذي سعى دائمًا لـ الحفاظ على سلامة وتماسك المجتمع.
