تركّز بعض الدول، من بينها بريطانيا، على تحديث مناطيد تجسس تحلق في الغلاف الجوي العلوي، وهي بالونات خفيفة الوزن مليئة بغاز الهيليوم، مزودة بمعدات تجسس مثل الكاميرات، ويمكنها التحليق على زيادة 18 ألف متر فوق المسار المخصص للطائرات التجارية، حيث يمكن جمع البيانات الاستخبارية لفترة أطول من الأقمار الاصطناعية. استثمرت بريطانيا ملايين الدولارات في برنامج لتطوير هذه المناطيد العام الماضي فقط.
وكانت أداة بارزة في المراقبة الجوية خلال ، وكانت تستخدم قبل ذلك بكثير، إبان قبل أكثر من 200 عام لجمع البيانات الاستخبارية، وإن كانت هذه المناطيد بسيطة الشكل.
ويعتقد خبراء أمنيون، بحسب ما نقلت عنهم شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، أن مناطيد التجسس ليست سوى جزء من “ثورة” تحديث واستخدام مركبات تحلق على ارتفاعات شاهقة.
واستثمرت بريطانيا ملايين الدولارات في برنامج لتطوير مناطيد التجسس العام الماضي فقط.
حادثة المنطاد
- سلطت حادثة تحليق منطاد صيني فوق الولايات المتحدة الضوء على هذا النوع من المركبات الجوية، بالرغم من نفي بكين أن يكون المنطاد تجسسي.
- تقول إن المنطاد “مدني” ويستخدم للأبحاث، لاسيما أغراض الأرصاد الجوية.
- وورد في بيان الوزارة أن للمنطاد قدرة توجيه محدودة وأنه انحرف عن مساره المخطط له بسبب الرياح.
- من جانبها، تقول الولايات المتحدة إن المنطاد، الذي يبلغ حجمه ما يوازي 3 حافلات، رُصد يحلق فوق الشمال الغربي للولايات المتحدة، بما في ذلك ولاية ، التي تحتضن منشآت نووية عسكرية.
- وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن واشنطن “واثقة للغاية” إن الذي يحلق على زيادة شاهق، كان يطير فوق مواقع حساسة بغية جمع البيانات.
ما هي مناطيد التجسس بالضبط؟
- إنها بالونات خفيفة الوزن، مليئة بغاز الهيليوم، وملحق بالبالون معدات تجسس مثل الكاميرا البعيدة المدى.
- يمكن إطلاقها من الأرض لـ الجو، حيث يمكنها التحليق على زيادة 18 ألف متر، أي فوق المسار المخصص للطائرات التجارية، وفي منطقة تعرف بـ”القريبة من الفضاء”.
- ولدى التحليق في الجو، تستخدم هذه المناطيد مزيجا من التيارات الهوائية وجيوب الهواء المضغوط، التي يمكن أن تكون شكلا من أشكال التوجيه.
لماذا هي مهمة في زمن الأقمار الاصطناعية؟
- وفقا للمحلل الأمني والدفاعي، البروفيسور مايكل كلارك، فإن أكبر ميزة لدى مناطيد التجسس تجعلها أفضل من الأقمار الاصطناعية هي أنها قادرة على دراسة منطقة لفترة زمنية أطول.
- وأضاف أنه يمكن لهذه المناطيد البقاء فوق منطقة ما لفترة طويلة.
- وتابع: “بسبب الطريقة التي تجري بها الأرض، فما لم يكن القمر الاصطناعي فوق خط الاستواء، فأنت بحاجة لـ 3- 5 أقمار اصطناعية لتتبع بقعة موحدة طوال الوقت.
- وأردف: “هذه البالونات رخيصة نسبيا، وأسهل بكثير للإطلاق مقارنة بالأقمار الاصطناعية”.
هل سيستمر استعمال المناطيد في التجسس؟
- لـ حد كبير بحسب ما يقول كلارك.
- وعلى الرغم من الاستخدام الواسع لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، تركز دول عدة من بينها بريطانيا على تحديث مركبات تجسس تحلق في الغلاف الجوي العلوي.
- وفي أغسطس الماضي، صرحت وزارة الدفاع البريطانية إبرام صفقة تزيد عن 120 مليون دولار مع شركة أميركية، من أجل تزويدها بمناطيد غير مأهولة للمراقبة والاستطلاع.