في شهر رمضان الكريم يتزاحم المسلمون على العبادات والطاعات، فلا يكفيهم فرض الصوم والصلاة، بل يزيدون في العمل الصالح، ويحرصون على أن يكونوا في اتصال متجدد برب العالمين.
من أهم أعمال العشر الأواخر من رمضان دعاء أول ليلة منها، حيث تمتلئ السماء بالبركة والرحمة من الله تعالى، ويتزاحم المؤمنون ليدعوا ويستغفروا.
يعتبر دعاء أول ليلة من العشر الأواخر في رمضان من أكثر الأدعية أهمية عند العلماء المسلمين، حيث يوصون بحرص على الدعاء في هذه الليلة، والاستسقاء من الله تعالى بما يشفي البلاد والعباد.
و فيما يلي بعض الدلائل الشرعية على أهمية هذا الدعاء:
1.تحدث رسول الله صلى الله عليه و سلم: “إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَاتٍ يَرَى ظَاهِرُهَا مِنْ ظَاهِرِ الأَمْرِ وَيُبْصَرُ مِنْ خَفِيِّ الأَمْرِ، أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطَاعَ الله وَرَسُولَهُ، وصامَ رَمَضَانَ وَصَلَّى الْجَمَاعَةَ ثُمَّ دَعَا بِذَلِكَ الدُّعَاءِ، فمنْ أرادَ أنْ يَبْتَغِي ذَلِكَ الدَّارَ فَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ وَالْعَمَلَ، فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً”. (صحيح البخاري ٩٥٥)
2.تحدث الإمام الشافعي رحمه الله: “من لم يدعُ في العشر الأواخر، فما الجدَّ في الإسلام؟!”
3.تحدث الإمام ابن القيم: “إنَّ الدعاءَ في أولِ ليلةٍ من العَشْر الأواخِرِ، وقت تغيِّرُ حال العِبَادِ وتنزِّل الرَّحْمَة، ويٌفْرَغ السَّكُونُ والتَّدَبُّر، وتُقَبَّلُ الأَعْمَالُ، وتُردهُ الأَرْزاق والأَقْدار والأَشْيَاء، ويأتي بُطُونُ الصائِمينَ الفَقراءَ فيدرِكون الإجابَةَ والقَبُولَ، هذه الساعة ذات الوقْتِ الخاصِّ ينبغي لِلْمُؤْمِنِينَ الإسْتِعْدَادُ الجَيِّدِ، والسُّؤال عن اللهِ فيها، وتَتَفَهَّم نقصَه وحاجتِه وجلَّ عظمتِه وَعْدَدهُ، والدُّعاءُ في تِلكَ السَّاعَاتِ تَواجٍ بينِ الْمُدَرِّجَات من الملائكة، وَهي الفَرائِضِ بدأ وَالّذِينَ يَحمِلُونَ العرْش والْجِنَّ والنصَّارَى والْيَهُود يتَسَوالدِقون فيها لكسبِ الثَّوَوالدِ”. (زاد المعاد)
عندما يعلن الليل، ويرفع صوت المؤذن بالأذان، يكون هذا هو الوقت الأهم للدعاء والاستغفار. يحث العلماء المؤمنين على الاستعداد لهذه العشرة الأخيرة من رمضان، بطهارة ونقاء النفس والعلاقة المستقيمة مع الله.
لذا، من الأفضل أن يقرر المسلمون أن يقضوا ليالي هذه العشر الأواخر في صلوات وادعية وادبار لربهم، إذ لا يوجد أفضل وأعظم أيام في السنة من هذه الأيام. فليدعوا الله في هذه الليلة بقلوبهم وافئدتهم وإيمانهم الصادق، ليستحقوا الثواب العظيم من رب العالمين.