في ليلة القدر، تتجلى أهمية الدعاء وأثره الكبير في تغيير الأقدار وتحقيق الأمنيات، ولعل من أفضل الأدعية والأوراد التي يمكن أن يتداركها المؤمن في هذه الليلة المباركة هي دعاء: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني”.
يعد هذا الدعاء من أقوى الأدعية الواردة في القرآن الكريم، حيث يرتكز على صفة العفو والرحمة التي يحملها الله تعالى، فالرحمة هي أكبر مظهر للإحسان والإكرام، والعفو هو أعلى مراتب التسامح والصفح.
وعلى الرغم من أن الدعاء مجرد كلمات عابرة، إلا أنه يحمل في طياته قوة الإيمان والتوكل، وهو سبب لترسيخ الإيمان في نفوسنا وتوجيهها نحو المعبود الحقيقي. وأثناء ليلة القدر، يصل هذا الدعاء لـ ذروة قوته وتأثيره، حيث يُغفر الذنوب وتفتح أبواب الخير والبركة.
والجميل في هذه الكلمات البسيطة هو أن فيها تمثيلًا للتواضع والإقرار بالذنوب، فإذا أراد المؤمن أن يصفح الله عنه، فعليه أن يتواضع أمامه ويعترف بتقصيره وخطأه، ويناديه بقلب يحمل أملًا صادقًا وإيمانًا دائمًا.
وبهذا الدعاء، يتم دعوة الله تعالى لعفوه ورحمته الواسعة والتي لا تحصى، والسعي بحسن الأخلاق في العبادة والمعاملة، مما يعين على ترسيخ الإيمان وتعزيزه، ويساهم في تعزيز التقرب لـ الله تعالى.
وفي النهاية، ندعو الله تعالى أن يبلغنا ومعكم ليلة القدر، وأن يتقبل منا ومنكم صالح أعمالنا، وأن يجعلنا من المقبولين لديه، وأن يوفقنا للعبادة الصادقة والمخلصة، وأن يرحمنا ويغفر لنا ويعفو عنا. آمين.
