في اللغة العربية وخاصة ً في علم النحو , يمكن تعريف المد اللازم الكلمي بأنه نوع من أنواع المد اللازم الذي يأتي فيه أحد أحرف المد ويعقبها حرف ساكن سكوناً أصلياً في كلمة واحدة.
بمعنى أوضح لتعريف المد اللاوم الكلمي : أن يأتي حرف المد وبعده حرف ساكن سكونا أصليا في الكلمة نفسها , ويُمَدُّ بمقدار ست حركات أي الإشباع. وينقسم إلى مد لازم كلمي مثقل، و مد لازم كلمي مخفف، ومد لازم حرفي مثقل ومد لازم حرفي مخفف , وفي سياق الحديث عن المد اللازم الكلمي لابد من التعرف على المد وأنواعه ..
المد الطبيعي
المحتويات
يُعرَّف المدُّ الطبيعيِّ بأنَّه: المدُّ الذي لا تقومُ ذاتُ حرفِ المدِّ إلَّا بهِ؛ ويَرجع سبب تسميتِه بهذا الاسم إلى أنَّ من يتمتّع بالطبيعيةِ السّليمة لا يَزيد ولا ينقصُ به، وينطق حرف المدّ بالطّريقة الصّحيحة، ويُطلق عليهِ أيضًا اسم المدِّ الأصليِّ؛ إذ إنَّه أصلُ المدودِ كلِّها، ومقدار المدِّ الطّبيعيّ حركتانِ فقط، و المدّ الطبيعي له عدةُ أنواعٍ، وفيما يأتي ذكرها مع أمثلة:
- المدَّ الطبيعي الثابتُ وصلًا ووقفًا، سواءً أكان حرفُ المدِّ مُتطرفاً أم مُتوسّطا، ويُلحقُ بهذا النوعِ الحروفُ الهجائية الواقعة في بداية السورِ المجموعة في كلمةِ حيٌ طهر، وفيما يأتي ذكر بعض الأمثلةِ على هذا النّوعِ:
- حرف المدِّ المُتوسّط، مثل قول الله -تعالى-: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).
- حرف المدِّ المُتطرّف، مثل قول الله -تعالى-: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا).
- المدِّ الطبيعي في فواتح الّسور، مثل قول الله -تعالى-: (حَم).
- المدِّ الطبيعي الثّابت وَقفًا لا وَصلًا، وفيما يأتي ذكر حالاته وأمثلةٌ على كلِّ حالةٍ:
- الألف المبدلة عن تنوينِ النصبِ حال الوقفِ، مثل قول الله -تعالى-: (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).
- الألف التي عليها سكونٌ مستطيل، مثل قول الله -تعالى-: (قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ).
- حرفَ المدِّ الذي يُحذف حال الوصل لعدمِ التقاء السّاكنينِ ويثبتُ في الوقفِ، مثل قول الله -تعالى-: (وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ).
- المدُّ الثاّبت وّصلًا لا وَقفًا، وهذا النّوعُ من المدِّ يكونُ خاصًّا بهاءِ الكِنايةِ التي يتبعها حرفٌ من الحروف الهجائيّة غيرَ الهمزِ، ويُطلق عليه مدُّ الصلةِ الصغرى، ومثاله قول الله -تعالى-: (بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا).
المد بسبب الهمز
المد المنفصل
يُعرَّف المدُّ المنفصلُ بأنَّه: المدّ الذي يأتي فيه حرفُ المدِّ في آخرِ الكلمةِ، ثمَّ يَتبعه همزةٌ في أوّلِ الكلمة الثانية؛ وقد سُمي هذا المدُّ بالمنفصلِ بسبب انفصالِ حرفِ المدِّ عن الهمزِ؛ إذ إنَّ كلَّ واحدٍ منهما جاء في كلمةٍ، وفيما يأتي حكمه ومقدار مدِّه، مع ذكر مثالٍ عليه:
- حكمه: الجواز؛ حيث اختلف القرَّاء في حكمِ مدِّه ومقداره؛ إذ إنَّ بعض القرَّاء قرأوا المدَّ المنفصلِ بالقصرِ.
- مقداره: أربع أو خمس حركاتٍ.
- مثاله: قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ)، حيث جاء حرف المد الألف في نهاية كلمة بما، ثم تبعه حرف الهمز في الكلمة الأخرى.
المد المتصل
يُعرَّف المدُّ المتّصل بأنَّه: المدّ الذي يأتي فيه حرفُ المدِّ ثمّ تتبعه همزة في كلمةٍ واحدةٍ، وقد سُمّي متّصلًا؛ لاتّصال حرفِ المدِّ والهمزةِ في كلمةٍ واحدةٍ، وفيما يأتي بيان حكمه ومقدار مدِّه وذكر مثالٍ عليه:
- حكمه: الوجوب؛ وذلك لاتّفاق القُرَّاء على وجوب مدِّه مدّاً زائدًا عن الطّبيعي.
- مقداره: أربع أو خمس حركات حال الوصلِ، سواءً أكان الهمز مُتطرّفا أم مُتوسّطا، وفي حال الوقفِ يُزاد وجه ثالث إذا كان الهمزُ مُتطرّفًا.
- مثاله: قال الله -تعالى-: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)، إذ اجتمع حرف المد الألف والهمزة في كلمة استحياء.
مد البدل
هو المدُّ الذي يتقدّم فيه الهمزُ على حرفِ المدِّ، ولا يأتي بعده همزٌ أوسكون؛ ويرجع سبب تسميتِه بهذا الاسم إلى أنَّ حرفَ المدِّ فيه غالبًا يكون مُبدلًا عن الهمزِ، وفيما يأتي بيان حكمه ومقداره ومثالٌ عليه:
- حكمه: الجواز.
- مقداره: حركتان عند حفصٍ وغالبية القرّاء؛ إذ إنَّهم لم يقرؤوه إلَّا بالقَصرِ، بينما قرأه غيره من القرّاء بالقَصرِ والتوسّط والمدِّ.
- مثاله: قال الله -تعالى-: (قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ)، فتقدّمت الهمزة في كلمة آدم (ءادم) على حرف المدّ.
المد بسبب السكون
يُقسم المدّ بالنّظر إلى سكون الحرف الذي يليه إلى نوعين هما:
المد العارض للسكون
يُعرَّف المدُّ العارض للسكون بأنَّه: وُقوع الحرف السّاكن سكوناً عارضاً لأجلِ الوقفِ بعد حرفِ المدِّ أو اللّين، وفيما يأتي ذكر حكمه ومقداره ومثالٌ عليه:
- حكمه: الجواز.
- مقداره: يُمدُّ بمقدار حركتينِ أو أربع أو ست حركات.
- مثاله: قال الله -تعالى-: (الرَّحْمَنُ).
المد اللازم
يُعرَّف المدُّ اللازم بأنَّه: إتيانُ حرفٍ ساكنٍ سكونًا أصليًّا لازمًا في الوصلِ والوقفِ، بعد حرفِ المدِّ أو بعد حرفِ اللّينِ، سواءً أكان ذلك في كلمةٍ أو كلمتينِ، وقد سُمّي بذلك للُزومِ مدِّه عند جميعِ القرَّاء، أو للزومِ مدِّه سواءً في الوقفِ أو الوصلِ، وفيما يأتي ذكر حكمه ومقدار مدّه وأقسامه ومثال عليه:
- حكمه: اللّزوم؛ للزومِ مدِّه عند جميع القراء في الوصل والوقف.
- مقداره: يمدّ المدُّ اللازم بمقدار ستّ حركاتٍ.
- أقسامه: يُقسم المدُّ اللازم إلى قسمينِ، وكلَّ قسمٍ منهم يُقسم إلى قسمينِ، وفيما يأتي ذكر تلك الأقسام:
- الأوّل: المدِّ اللازم الكلمي، وهو الذّي يقع في كلمة، وهو نوعان:
- مد لازم كلمي مُثقّل، مثل قول الله -تعالى-: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ).
- مد لازم كلمي مخفّف مثل قول الله تعالى: (آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ).
- الثّاني: المد اللّازم الحرفي، وهو الذي يقع في حروف فواتح السّور، وهو أيضاً نوعان:
- مد لازم حرفي مُثقّل، مثل قول الله -تعالى-: (آلَمِّ).
- مد لازم حرفي مُخفّف، مثل قول الله -تعالى-: (آلَمّْ).